الجبهة الاسلامية للإنقاذ في الجزائر 1989- 1992 دراسة تاريخية
No Thumbnail Available
Date
2024-12-31
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
تُعد دراسة الحركات والجبهات الإسلامية ذات أثر مهم في الواقع السياسي العربي والاسلامي ، لما لنشاطها من أثر مستقبلي على التاريخ البشري والسياسي ، ومن أبرز تلك الجبهات هي ( الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر) التي مازال موضوعها حديث الشارع العربي والجزائري ، وما زالت ارهاصاتها تتفاعل في التاريخ الجزائري ، والدليل على ذلك أن تنظيم الجبهة ما زال محظوراً من قبل السلطات الجزائرية . فشكل ذلك دافعاً لدراسة الموضوع تحت عنوان ( الجبهة الاسلامية للإنقاذ في الجزائر 1989- 1992 دراسة تاريخية)
تم اختيار عام 1989 كبداية الدراسة كونه التاريخ الذي تأسست فيه الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر ، وشكل تأسيسها الصراع الفعلي على السلطة ، وختمت الدراسة بعام 1992 كونه العام الذي شهد حظر الجبهة الإسلامية من قبل السلطات الحكومية وتحولها الى العمل المسلح .
بناءً على ذلك تم وضع مجموعة من الأسئلة التي ستجيب عنها الدراسة ، وتمثلت تلك الأسئلة بما يلي :
• هل أسهم التعديل الدستوري في الجزائر عام 1988 في تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ ؟
• ما هو سبب رفض بعض الفئات في المجتمع الجزائري للخيار الإسلامي في الحكم وتفضيلهم الدولة المدنية ، ثم انهم مسلمين ؟
• هل يمكن القول ان الجبهة الإسلامية للإنقاذ فشلت في تقديم طرح مقنع كبديل عن الاشتراكية والدولة المدنية ؟
• ما هو سبب لجوء الجبهة الإسلامية للإنقاذ وبعض تياراتها نحو العنف المسلح كوسيلة للتغيير ؟ وعلى ماذا استند دعاتها في هذا التوجه او لتحليل القتل .
• بعد عام 1992 هل بقي الترابط بين عناصر الجبهة ، والسعي لإعادة نشاطها ، أم أنه زال بمجرد اعلان حلها من قبل الحكومة الجزائرية ؟
وبناء على ما تقدم قسمت الدراسة الى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة فملاحق ثم قائمة مصادر، وجاء عنوان التمهيد ( بواكير الحركة الإسلامية في الجزائر حتى عام 1989) الذي قسم بدوره الى عده نقاط .
اما الفصل الأول فقد خصص لدراسة ( تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1989) حيث تطرق المبحث الأول الى الأوضاع العامة في الجزائر قبيل تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ودرس المبحث الثاني: أحداث تشرين الأول عام 1988 في الجزائر وأثرها في تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وتحرى المبحث الثالث: عن مداولات قادة الحركة الإسلامية قبيل تأسيس جبهة الإنقاذ .
وتتبع الفصل الثاني ( برنامج الجبهة الإسلامية للإنقاذ وأهدافها وهيكلها التنظيمي وابرز قياداتها ) ، اذ تناول المبحث الأول: الهيكل التنظيمي للجبهة الإسلامية وتياراتها وطبيعة انتشارها ومصادر تمويلها ،وتطرق المبحث الثاني الى دراسة : اهم الشخصيات السياسية التي لها دور في تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وخصص المبحث الثالث لدراسة: مشاركة الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات البلدية وموقفها من تأجيل الانتخابات التشريعية لعام 1991 .
وركز الفصل الثالث ( فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات التشريعية في كانون الأول عام 1991 وأثر ذلك في حلها عام 1992) ، درس المبحث الأول : فوز الجبهة في الانتخابات التشريعية كانون الثاني عام 1991 والموقف الداخلي والعربي والدولي من فوزها ، اهتم المبحث الثاني بدراسة: انقلاب كانون الثاني عام 1992 ودخول البلاد مرحلة العشرية السوداء وتشكيل المجلس الأعلى للدولة وأثره على الجبهة الإسلامية للإنقاذ، واهتم المبحث الثالث بدراسة: حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ في أذار عام 1992 وموقفها من قرار الحل .
اعتمدت الدراسة على مجموعة متنوعة من المصادر مابين الوثائق غير منشورة، ورسائل وأطاريح جامعية، فضلاً عن الكتب العربية والمعربة، والبحوث والدراسات المنشورة، والصحف المكتوبة والالكترونية.
اما ما يتعلق بالوثائق غير المنشورة، فتأتي وثائق وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية (F.C.O) المعنونة (Foreign and Commonwealth Office) حيث زودت هذه الوثائق الدراسة بمعلومات مهمة ودقيقة حول ردود الفعل الخارجية على فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات التشريعية عام 1991 وبخاصة في الفصلين الثاني والثالث .
اما الرسائل وألاطاريح الجامعية فقد شكلت رافداً مهما ًللدراسة، لعل ابرزها: أطروحة الدكتوراه المعنونة (الحركة الإسلامية في الجزائر 1962-1992) للباحثة فاتن يونس المعاضيدي ، التي احتوت على معلومات مهمة عن الحركات الإسلامية التي ظهرت في الجزائر قبل وبعد إلغاء المسار الانتخابي الذي كانت نتائجه كارثية واحداث دامية ، تناولت الباحثة الجماعات الإسلامية المسلحة التي ظهرت على الساحة الجزائرية وما قامت به من اعمال مسلحة وصولاً الى اغتيال محمد بوضياف ، و استعانت ( الباحثة ) بأطروحة ( التطورات الداخلية في الجزائر 1992-2002) ، للباحثة سولاف عبد الرحمن ناجي حلبون ، اغنت الرسالة بمعلومات مهمة في الفصل الأول عن أوضاع الداخلية في الجزائر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بعد الاستقلال عام 1962 ، واثرها في إقرار التعددية السياسية في الجزائر وظهور الأحزاب السياسية ومشاركة الجبهة في انتخابات عام 1990 وكذلك انتخابات عام 1991 وتطورات الأوضاع الداخلية في الجزائر عام 1992. اما بالنسبة للرسائل منها: (الحركة الإسلامية والصراع على السلطة في الجزائر 1990-1999) ، للباحث محمد احمد فيصل العبيدي، احتوت الرسالة على معلومات مهمة عن اهم الحركات الإسلامية التي ظهرت في الجزائر ، ووصولها الى الواجهة السياسية بعد التغيير الدستوري عام 1989 وكذلك انتخابات عام 1990 وما تلاها من انتخابات تشريعية عام 1991 ، وكذلك تتحدث الرسالة عن تدخل المؤسسة العسكرية في الغاء الانتخابات التشريعية عام 1991 ، فضلا ً عن ظهور الجماعات المسلحة واهم العمليات التي قامت بها ضد النظام الجزائري، كما استعان الباحث ( تأثير الأحزاب الإسلامية في التحول الديمقراطي في الجزائر 1989-1999) ، للباحثة فضلاوي ايمان ، اغنت الرسالة بمعلومات ذات أهمية كبيرة في الفصلين الأول والثاني ، عن استغلال الأحزاب الإسلامية الأوضاع المتدهورة في الجزائر قبل التغيير الدستوري عام 1989 والوصول الى السلطة ، وخوض الأحزاب الإسلامية الانتخابات ، وذكر الدور الكبير للمؤسسة العسكرية في الغاء انتخابات عام 1991 وانقلاب عام 1992، فضلاً عن تبني الحركة الإسلامية العمل المسلح.
وكان للكتب العربية والمعربة دور كبير في اغناء الرسالة بالمعلومات واهمها كتاب ( في أصل المأساة الجزائرية 1958-1999 ) ، للمؤلف عبد الحميد الابراهيمي ، والذي تحدث فيه عن الازمة المأساوية والأوضاع العامة المتدهورة التي عاشتها الجزائر قبل وبعد الاستقلال عام 1962، كما تحدث الابراهيمي عن احداث أكتوبر عام 1988 وظهور التعددية السياسية في الجزائر ومشاركة الجبهة في الانتخابات وانقلاب عام 1992 ، وكذلك ذكر الباحث دخول البلاد مرحلة العشرية السوداء . وكذلك استعانت الباحثة بكتاب ( الإسلام الجزائري من الامير عبد القادر الى امراء الجماعات ) ، للمؤلف جورج الراسي ، وفيه تطرق المؤلف للدور السياسي للجبهة السياسية وتفوقها في انتخابات كانون الأول عام 1991 وأثر تدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية وقيامها بانقلاب عام 1992 واثر ذلك الانقلاب بظهور الجماعات المسلحة في الجزائر لذلك رفد الدراسة بمعلومات مهمة في الفصلين الثاني، والثالث، ويحسب للكتاب انه كان دقيق في نقل المعلومات عن الجبهة بحيادية وموضوعية ، واستعانت ( الباحثة ) بكتاب ( غزوة الإنقاذ معركة الإسلام السياسي في الجزائر ) ، للمؤلف محمد قواص ، والذي احتوه على معلومات مهمة عن الأوضاع العامة في الجزائر قبل احداث تشرين الأول عام 1988 ودورها في تفجير الأوضاع في الجزائر وإصدار دستور عام 1989 وكذلك انتخابات عام 1991 وما تلاها من انتخابات تشريعية عام 1991 وتدخل المؤسسة العسكرية وإلغاء المسار الانتخابي و تحدث قواص عن الجماعات الإسلامية التي ظهرت في الجزائر قبل و ألغاء المسار الانتخابي وبعده ودورها في القيام بالعمليات المسلحة ضد النظام الجزائري، و استعانت الباحثة بكتاب ( الحركة الإسلامية المسلحة في الجزائر من الإنقاذ الى الجماعة)، للمؤلف كميل الطويل، الذي يحتوي على معلومات مهمة عن تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ ومشاركتها في انتخابات عام 1990 والانتخابات التشريعية عام 1991، وتحدث ايضاً عن دور الجيش انقلاب عام 1992 وظهور الجماعات المسلحة.
استخدمت الباحثة في معلوماتها عدداً من الكتب المعربة منها كتاب (الجزائر الرعب المقدس)، ترجمة خليل احمد خليل، والذي تحدث به عن أوضاع الجزائر العامة بعد الاستقلال وما مرت به الجزائر من أحداث دموية بعد احداث أكتوبر ، وتناول تشكيل الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، واهم الجماعات الإسلامية وصراعها مع النظام الجزائري مما كان له نتائج سلبية على الجزائريين.
اما البحوث المنشورة التي تناولت الشأن الجزائري في فترة الدراسة فمنها: بحث (المنطلقات الفكرية للحركة الإسلامية الجزائرية وجدلية العلاقة مع النظام السياسي) ، للباحثة سناء كاظم كاطع ، المنشور في مجلة الدراسات الدولية في عددها الخامس والاربعين ، والتي تحدثت فيها الباحثة عن المنطلقات الفكرية للحركة الإسلامية الجزائرية واهم تنظيمات الحركة الإسلامية الجزائرية وطبيعة علاقتها بالنظام الجزائري، و استعانت (الباحثة) في بحث ( محمد بوضياف والازمة السياسية في الجزائر عام 1992) ، للمؤلف سعد توفيق عزيز البزاز ، المنشور في مجلة التربية والعلم في عددها الرابع ، والذي تحدث فيه الباحث عن فترة مهمة من فترات تاريخ الجزائر تمثلت بتولي محمد بوضياف الرئاسة في عام 1992 ، ومحاولاته لإصلاح أوضاع الجزائر اصلاحاً جذرياً ، و سياسته تجاه الحركة الإسلامية المتمثلة بالجبهة الإسلامية للإنقاذ .
وكان للصحف دور مهم في رفد الدراسة بالعلومات الدقيقة، لعل اهما صحيفة الوطن العربي التي تحدثت عن مشاركة الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات التشريعية عام 1991 وتدخل المؤسسة العسكرية وإلغاء المسار الانتخابي، و استعانت الباحثة بصحيفة الدستور التي احتوت على معلومات مهمة حول مشاركة الجبهة الإسلامية في انتخابات عام 1990 والنتائج التي ترتبت على فوزها في الانتخابات.
واجهت الباحثة صعوبات عدة فيما يتعلق بندرة الوثائق والمذكرات الشخصية كون مدة البحث معاصرة جداً، فضلاً عن سرية الحركات الإسلامية المسلحة وصعوبة الحصول على معلومات مفصلة عنها ، وايضاً صعوبة الحصول على الجريدة الرسمية للجبهة الإسلامية للإنقاذ ( جريدة المنقذ) .