الاثر القرأني في الصحيفة السجادية :دراسة تحليلية

dc.contributor.authorرؤى فليح خضير الخفاجي
dc.contributor.editorأ.د رياض شنته جبر
dc.date.accessioned2025-05-19T09:44:43Z
dc.date.available2025-05-19T09:44:43Z
dc.date.issued2012-02-19
dc.description.abstractتمثل فلسفة الدعاء معراج المؤمن إلى الله ، والبالغ به إلى أرقى مراتب الكمال، إذ ليس شيء في هذه الحياة ما هو أسمى من الاتصال بالله تعالى خالق الكون ، وواهب الحياة إلى النفوس الحائرة التي تشعر بالطمأنينة بعد القلق ، وبالأمل بعد القنوط حين الركون إليه ، أن الدعاء الخالص ليسمو بالإنسان إلى عالم الملكوت. ليس الدعاء حالة من مزج الألفاظ وإطلاق المعاني المشوهة ، وإنما هو حالة فطرية تتناسب مع طلب النفس وعطشها ، حيث تظهر بآنية تتناسب مع نسبة الحاجة من العبد ، ونسبة الفيض المعطى من الرب ، ولهذا تحتاج إلى آداب لفظيه ، وآداب معنوية ، حتى لا يتجاوز الداعي حدود الحضرة الإلهية بعبثية نفسه ، وطلبات أهوائه الشهوانية . وللدعاء نصيب من الإيضاح والبيان عند أهل البيت () ليس على سبيل التأليف والكتابة ، فحسب وإنما على سبيل التطبيق والممارسة ، وقد ظهرت آثاره عليهم من وقوفهم بين يدي الباري تعالى . ومما علموه مواليهم وتلامذتهم من أفعال وأقوال ، تسوق المتعبد إلى المعرفة والقرب والحب . وامتازت من بين مجموع ما رُوي عنهم ما روي عن الإمام زين العابدين () من الأدعية ، خصوصاً تلك التي ضمّنها ( الصحيفة السجادية ) التي تتلألأ من بين أدعيته ، لأنّها من تأليف الإمام نفسه ، وإملائه. فعندما يكون الحديث عن الصحيفة السجادية ، وكلام زين العابدين () الذي هو من أهل البيت () يتطابق لدينا الكتابان ، ويتساوى الثقلان ، كفة القرآن ، وكفة الإمام . فالمتتبع لاقتباسات الصحيفة السجادية يلاحظ نوعين من الاقتباس الأول مباشر والآخر غير مباشر لنصوص القرآن الكريم ، وهذه النصوص ذات قيمة دلالية عالية استعاض بها الإمام () عن كلامه لما تختزنه من اثر كبير في نفوس الناس ، وما تحمله من قداسة وبداهة تدفع جميع الأوهام التي قد تحاك من نسج خيال السامع اثر الاختلاف بالمعتقد أو لاعتبارات سياسية أو اجتماعية . ومن خلال المزاوجة بين كلام الإمام () والنص القرآني ، ينتج نص جديد يحمل فكرة جديدة مثبتة للنص الجديد ، فضلا على زرع اليقين في ذهن السامع بتراتيل قرآنية تعبر عن صحة مسيرة المتكلم ، وتُسكّن من اضطراب روع السامع . فنجد الإمام زين العابدين () في تعامله الذوقي ، في الربط بين كلام الخالق والمخلوق ، احدث بسلاسةِ اقتباساته اللفظية والمعنوية وانبساطِها التي غمرها في أثناء خطابه الذوقي ، مسامرة لفظية ومعنوية ، فالسامع لخطابه يكاد يميز الشراكة بين كلام الإمام () والآيات القرآنية ، لبراعة ربطه للنصوص ، وتكثيفه للمعنى الإيحائي الذي يتولد من مشابكة النصين ، فالإمام () من خلال طريقة اقتباساته يُحدث في نصه حالة تُسكن من قلقلة كلماته ، وتحرك من سكون عباراته ، مُحدثةً فورة تفاعلية تكسو بمادتها كلماته ، وبمحتواها معاني عباراته . ويضاف إلى تلك المقطوعات السجادية المفعمة بروح التوحيد والناطقة بالإخلاص لله تعالى ، مقاطع صريحة مستقاة من تعاليم القرآن ، وممزوجة بروعة البيان ، تنم عن عمق إيمان الإمام () بالله، ونقاوة التوحيد لديه وخلوصه ، حيث عبر عنها بنفسٍ توحيدي خالص ملاصق لما رتلهُ الوحي من آيات القرآن الحكيم . فمن خلال مسيرة البحث يمكن أن نجمل ما توصل إليه الباحث من نتائج في النقاط الآتية : 1 – العرض الجاد للمسائل الاعتقادية ببرهان الكشف الصادق الفطري الخالي من أوهام الفلسفة والفكر ، محاكاة للقران في إثبات أصول العقائد في المبدأ والمعاد . 2 – التأثر والانهماك بالخلق الإلهي ، من خلال استيعابه للأسماء والصفات والأفعال التي ذكرها الحق في كتابه . 3 – مراعاته للأدب الإلهي ، من خلال اقتفاء الأدب القرآني ، والتأسي برسول الله() كقدوة ، والأنبياء (عليهم السلام) أسوة حسنه . 4 – الذوبان الروحي الذي عجن به ادعيته ، مستمداً من روحانية القرآن الكريم ، وأساليبه العالية القدرة على استنهاض جذوة الروح من كومة رماد الغفلة والنسيان . 5 – السمات الأخلاقية التي سطرها في دعائه ، وهي تحكي عن استبيان المكنون من أخلاق القرآن الكريم وإظهاره. 6 – البيان الواضح الذي حاكى به تركيبة كلام الله ، والأسلوب الرائع الذي مازج من خلاله كلام الحق بكلام الخلق في حله قثيبة زاهية مرصعة بومضات أسماء الحق تعالى . 7 – صفة العمومية التي اتصفت بها أدعية الإمام () ، وقد استوعبت شرائح متعددة تمثلت بالأنبياء والرسل () ، وأصحابهم وتابعيهم من المؤمنين ، فضلاً على تطرقه إلى أهل البيت () . 8 – إن الغالب على اقتباسات الصحيفة السجادية ،الاقتباس الاشاري ، فقلما نجد نصاً للإمام () غير مقتبس من آيات القرآن . أما الاقتباس النصي فقد انحسر في تسع وثلاثين آية قرآنية فقط . أما سبب العدول عن النوع الثالث من الاقتباس - التحويري – فهو لا يعدو كونه اقتباساً لفظياً أو أشارياً ، فضلاً عن عدم ثبوتهُ عند القدماء من البلاغيين ، بل هو دليل على حرص الإمام () الشديد على البقاء قريباً من القرآن الكريم ، مقدساً لهذا النص العظيم وكأنه  لم يكن يجرؤ على محاورة النص القرآني أو مناقضته. 9- ومن خلال استقراء نصوص الإمام () ، ومعرفة التراكم الاقتباسي لها ، من خلال استعانتهِ بالمفردات والعبارات والصور القرآنية ، تكشف عمق جذور ثقافة الإمام () الدينية ، وسعة اطلاعه وتأثره بالقرآن ، حتى أصبح لفظه صورة تعبيرية وثقافة قرآنية ناطقة بلسان آيات الحق تعالى . 10- نجد أن الإمام زين العابدين () ، من الرعيل الأول في هذا الفن ، والمطلع على ادعيته وخطبه يجدهُ ضليعاً في تشريب النصوص القرآنية في أثناء كلامه ، بعضها قد أركزه بنصه في سياق متجانس مع خطابه ، وبعضها الأخر وهو الأكثر ، قد حلهُ بماء بيانه ، وصبه بقواعد إيمانه ، فنتج عنه هذه الصحيفة السجادية ، والمرايا القرآنية .
dc.identifier.urihttps://dspace.utq.edu.iq/handle/123456789/1008
dc.titleالاثر القرأني في الصحيفة السجادية :دراسة تحليلية
dc.typetext::thesis::master thesis
oairecerif.author.affiliationكلية التربية للعلوم الانسانية / ماجستير لغة العربية
oairecerif.editor.affiliationجامعة ذي قار / كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم اللغة العربية

Files

Original bundle
Now showing 1 - 1 of 1
No Thumbnail Available
Name:
رؤى.pdf
Size:
608.3 KB
Format:
Adobe Portable Document Format
License bundle
Now showing 1 - 1 of 1
No Thumbnail Available
Name:
license.txt
Size:
1.71 KB
Format:
Item-specific license agreed to upon submission
Description: