سلام حسون ناصر الجابريأ.د رياض يونس السّواد2025-09-052025-09-052012-06-20https://dspace.utq.edu.iq/handle/123456789/1065هناك أدّلة واضحة و براهين ساطعة على سقم الناس وتململهم من القواعد النحوية التقليدية وهذا ما أكّـدته النقودات النحوية الكثيرة . انقسمت فترة القرن الخامس والسادس الهجريين إلى نمطين من أنماط التجديد في التفكير النحوي وهما النمط التنظيري الذي مثلته دعاوى الجرجاني في جعل ضابط المعنى وعلاقته مع اللفظ صورة لتشكيل النحو المعنوي ولعلَّ هذا التطبيق نجــده عنــد الزمخشري فـي ( كشافه )، ونمط آخر مثلته دعاوى المعري ونقوداته للنحو البصري واستعمل في ذلك أسلوب التهكم والسُخرية والقصص الخيالية مما يدل على تذمر الناس من قيود النحو القديمة . انتقال عدوى التذمر من صياخيد النحو الرتيبة إلى نحاة الأندلس الذين رفعوا لواء التغيير والتجديد في منهجية النحو ، وإلغاء كثير من أبوابه التي لا فائدة منها وهذه الدعاوى مثلتها دعوة ابن حزم وابن الطراوة والسهيلي وابن مضاء القرطبي . ظهور نمط آخر من أنماط التجديد النحوي وهو التجديد التطبيقي الذي مثله الحريري في مقاماته ، وكذلك الزمخشري في مقاماته الوعظية رغبة منهم في إيصال المادة النحوية إلى المتلقي بطريقةٍ مأنوسة ومألوفة لا يأباها السمع ويرتضيها الذوق . إدخال القواعد النحوية في الأحاجي والألغاز وهو فن معروف في حياة العرب لكنَّ العقلية الإبداعية استغلت ذلك النوع ووضعته في خدمة النحو وقد مثّل ذلك الزمخشري . إعادة هيكلة التأليفات النحوية وفق نمط جديد مختصر في استشهاداته وإضفاء عناوين جديدة على الكتب النحوية رغبة من النحاة في جذب سمع المتلقي ولفت انتباهه وكذلك خلق منهجية جديدة داخل النحو . توظيف النحو شعرياً طريقة إبداعية مثلها ابو العلاء المعري عندما إدخل المصطلح النحوي في الأبيات الشعرية وقد أفاد منها بطريقين طريقٍ تعليمي وإضافة فائدة أخلاقية كان يتبناها في ثقافته وأفكاره . هناك تجديد في منهجية النحو ولاسيما باب الاستشهاد فقد اتسعتْ نافذة الاستشهاد النحوي في القرنين الخامس والسادس الهجريين فبعدما كان الاستشهاد يتوقف عند ابن هرمه إلا انَّ النحاة في هذين القرنين شملوا شعراء كان لا يُستشهد بشعرهم من أمثال أبي تمام والمتنبي والشريف الرضي وغيرهم . وتأسيس قواعد نحوية على الحديث النبوي الشريف بعدما كان النحاة لا يكثرون منه ولهم ضوابط في ذلك .وكذلك حصل تجديد في الاستشهاد بالقراءة القرآنية حيث استشهد بالقراءات الشاذة . هناك تجديد في التبويب النحوي إذ تأسس على منهجين تجديديين الأول تجديدي تعليمي مثله الحريري . والثاني تجديدي عقلي مثله الزمخشري. تداخل علوم أخرى مع علم النحو كعلم التفسير وعلوم المذاهب الإسلامية والبلاغة مما يدلّ على وجود عقليات إدماجية لديها سعةُ أفق نحوية وتفسر النحو لا على أساس اللفظ فقط ، وإنما على أساس المعنى . ومن ثم أدت هذه العلوم إلى توسع المنهج النحوي . وجود تطور في المصطلح النحوي وإضفاء جانب المعنى عليه وعدم تقييده بالإطار اللفظي فقط ، وكذلك وجود مسائل نحوية جديدة تخالف المسائل التي قال بها النحاة الأوائل .ملامحُ تجديدِ التفكيرِ النحويِّ في القرنين الخامس والسادس الهجريينtext::thesis::master thesis